لم تتسبب رؤية السعودية 2030 في تغير نسب نمو اقتصاد المملكة أو مؤشرات البطالة أو التصاعد في أعداد المتطوعين، بل بين سطور الأرقام تكمن قصة أكبر، وتحول غير مسبوق أصاب المواطن السعودي وغيره قبل أن يغير واقعة.
رؤية المملكة 2030 لم تكن مجرد خطة أو أهداف جديدة، ولا وثيقة للطموحات الاقتصادية فقط، بل كانت خطوة نحو إعادة تشكيل العقول، واكتشاف القدرات الواعدة، وإطلاق العنان للمهارات من الإنسان السعودي إلى المؤسسات، ومن مجرد الفكرة إلى التنفيذ.
فعندما نعد أن البطالة في المملكة هبطت بنسبة 7%، فنحن لا نرى مجرد رقم قد سجل بل نرى جيل وشعب قرر أن يشارك في عجلة النمو، لا أن يقف ويشاهد منتظرًا دوره، وعندما نجد أن أعداد المعتمرين قد تخطت 16.9 مليون، فإن الرقم ليس في العدد بل في كيف تغيرت نظرة العالم إلى مكة والمدينة، إذ لم تصبح مجرد مكان مقدس لأداء فريضة، بل أصبحت نموذج للإدارة والعلم والتقينات.
لذا فإن رؤية المملكة 2030 لم تكن مجرد وعد بالنمو والتغير للأفضل بل كانت تمرين وطني على الالتزام والجدية، الجدية في الاستثمار لا الأنفاق، والجدية في الاستباق لا برد الفعل، لذا نجد أن المواطن السعودي تغيرت هيكلة ذهنة من نأمل إلى نفعل ومن لو إلى متى، ذلك التحول الذهني العظيم وحدة كافي بأن يكون إنجاز نفتخر به طوال العمر.
