يعد الصراع بين الباكستان والهند من أطوال الحروب السياسية التي شهدها العالم، والتي بدأت منذ أن تم تقسيم القارة الهندية عام 1947، وعلى الرغم من مرور مئات السنوات على الاستقلال، إلى أن الحرب ما زالت قائمة وذلك لعدة عوامل سياسية وتاريخية، جعلت من جنوب آسيا وقر للصراع.
قررت بريطانيا خلال عام 1947 تقسيم القارة إلى دولتين منفصلتين، وتم ذلك بحسب الأساس الديني، ونتج عن ذلك إنشاء دولة الهند التي تضم بأغلبية هندوسية، وباكستان والاعتراف بها دولة إسلامية، ونتج عن ذلك التقسيم موجة نزوح أدت إلى نشوب صراع نتج عنه مقتل أكثر من مليون شخص، ونزوح 15 مليون.
ونشبت أول حرب على ولاية كشمير التي كان يحكمها مهراجا هندوسي، على الرغم أن الغلبية العظمى من سكانها مسلمين، ولكن بحسب قواعد التقسيم عندما سألوه المهرجا إلى أي دولة يفضل الانضمام اختار الهند، لذا نشأت العديد من الاحتجاجات من قبل المسلمين الموجودين في الولاية الذين كانوا يرغبوا بالانضمام إلى باكستان.
وانتهت حرب كشمير بقرار وقف إطلاق النار بين الدولتين بتدخل من الأمم المتحدة، لتندلع الحرب الثانية خلال 1965 بشأن كشير ولكن توقفت دون أي تغيرات جغرافية، لتشتعل من جديد لهيب الحرب عام 1971 ونشبت نتيجة لتدخل الهند في أزمة بنغلاديش، ونتج عنها انقسام بنغلاديش عن باكستان.
واندلعت حرب جديدة خلال 1999 بعد أن تسللت قوات باكستان إلى كارجيل في جامو وكشمير، ولكن انتهت نتيجة الضغوطات الدولية وانسحبت القوات على الفور.
وعندما ألغت الهند الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير خلال 2019، بحسب الدستور المادة 370، زادت حدة التوترات، إذ اعتبرت باكستان أن ذلك انتهاك صريح للاتفاق الدولي، ورفعت من دعمها للجماعات المسلحة المعارضة.
وتوجه الهند اتهامات إلى باكستان بزعزعة استقرار كشمير، بما فيهم جيش محمد ولشكر طيبة اللتان صنفا كمنظمة إرهابية، ومن جانبها نفت باكستان تلك المزاعم واتهمت هند بممارسة انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان في كشمير.
وفي إطار التوترات والصراعات الدائمة بين الهند وباكستان، قامت قوات الهند يوم أمس الثلاثاء، بهجوم عسكري على مناطق داخل الحدود الباكستانية، وقالت الهند أن ذلك رد منها على الهجمات الإرهابية التي حدثت في كشيمر وجامو، وأدي إلى موت عدد من المدنيين والجنود، متهمة بذلك جماعة مسلحة تابعة لباكستان.
